الخميس، 5 يونيو 2008

الموسيقى القضية الشائكة

السلام عليكم
لاشك أن الفقه الإسلامي مجال رحب وواسع للكثير من القضايا الإسلامية، خاصة تلك القضايا التي أحدثت اختلافا على مر العصور، سيما منها التي كانت سببا في شقاق وخلاف بين أبناء الصحوة.
ولاشك أيضا أننا كلنا نعلم أن هناك قضايا ذات أولوية في حياتنا المعاصرة، وتحتل أهمية دون غيرها من القضايا.
لكن للأسف الشديد هناك من لا يعتبر بهذا، بل ويعد تقسيم القضايا لهام وأهم_ في رأيه_ أمرًا غير دقيق!!!، بل ولا يعتبر بما قاله الكثير من الفقهاء في مسألة الأولويات.
المهم .. أنني وعبر الكثير من المناقشات في الكثير من القضايا الفرعية التي ثار حولها الخلاف، وأصبح على أشده سواء على المنتديات أو بين طلاب الجامعة في الساحات _ رأيت أن أتحدث عن إحدى هذه الفرعيات التي أثارت جدلا واسعا، وأؤكد لكم أنني سأقدم جديدا، ولن يكون كلامي مكررا، بل ستلمسون جديد ما أتحدث فيه.
طيب جاء وقت إعلان اسم تلك القضية التي سأتحدث عنها، وأرجو أن يتسع صدركم لقراءة نهاية المقال، وأظن أنكم لن تشعروا بالملل، فالملل يأتي من التكرار، وكما ذكرت أني لن أكرر الحديث عن نقاط تحدث فيها الآخرون، ليس والله تكبرا على أحد، ولكن هو بعد طول بحث وتنقيب.
قضيتي التي سأتحدث عنها ( الموسيقى)، وأحدد الموسيقى وليس الغناء، فالغناء أو الإنشاد الخالي من الآلات معروف حكمه، بل ويكاد يمثل إجماعا بين الفقهاء على حلّه طالما أن الكلام حسن وطيب.
طيب ما هي مشكلة الموسيقى التي ثار حولها الكثير من الكلام؟
المشكلة حقيقة تكمن في من يجيدون إطلاق كلمة الإجماع على أي شيء، وكأنها كلمة وحكما سهلا، يقذفه أحدهم ليرعب الآخر، فلا يناقش ولا يعرض رأيه، وكأنها حرب ألفاظ.
إذن أبدأ بما عندي من جديد في تلك القضية الشائكة، وأذكركم أني سأقدم الجديد.
بسم الله ....
كثير من تحدث عن هذه القضية، سواء قديما أو حديثا.
فالخلاف حول هذه القضية ليس جديدا بمكان، وإنما هو قديم قدم الزمن، وليس كما يدعي البعض أنه خلاف حديث بين العلماء.
ما مشكلة الموسيقى إذن، أو بمعنى أدق ما الذي يستند عليه المحرمون في تلك المسألة ؟
حقيقة ومع طول البحث والقراءة هنا وهناك، رأيت أن ما يعتمد عليه المحرمون كثيرا هو حديث المعازف المروي في البخاري.
ولا أكون مبالغا إن قلت: إن المحرمين أصبحت لديهم قناعة تامة برد كل الأدلة التي وضعت في التحريم، فيما عدا ذلك الحديث، فهم يعتمدون عليه دائما عند حديثهم حول تلك القضية.
طيب تعالوا بنا نفند الحديث ونفند ألفاظه، ونضع ما يعجز المخالف الرد عليه.
اسمحوا لي أن أبدأ في التحدث حول حديث الإمام البخاري في رسالة جديدة؛ حتى لا يصاب القارىء بالملل.

الجمعة، 16 مايو 2008

بعض ما كتبه المدونون عن النكبة ..


السلام عليكم
ستون عاما مرت على النكبة ... فلسطين الأرض السليبة .. الأرض الحبيبة ..
فلا أشك أن أي إنسان يحمل هم هذه القضية ويهتم بها ويجعلها شغله الشاغل، ستجد قلمه يدفعه دفعا للحديث عنها وعن مشاعره تجاه تلك القضية ...

فلسطين قضية المسلمين الأولى لأنها جوهر المعركة بين المسلمين و الصهيو-صليبية العالمية، التي تتخذ من إقامة دولة لليهود في فلسطين منطلقا للقضاء على هوية الأمة الإسلامي.
حينما نتحدث عن فلسطين فنحن لا نتحدث عن قطعة أرض و إنما عن معركة عقيدة , لذلك فمواجهة المشروع الصهيو-صليبي هي دفاع عن كيان و عقيدة الأمة و لي0س دفاعا عن أرض .

طالت مقدمتي ولم أخبركم بفكرتي التي من أجلها كتبت مقالتي ...
قلت لأخي وحبيبي المهندس يحيي عياش، صاحب مدونة (ارحم دماغك!)، ما رأيكم لو أقوم بعمل تحليل سياسي لكل من كتب عن مرور ستين عاما على النكبة؟، فوجدته بكل حب يشجعني ويشد على يدي في تنفيذ الفكرة.

ولما كنت لا أجيد الحديث في الأمور السياسية_ فقلبي يعشق الكتابة الأدبية_ رأيت أن أقوم بعمل تلخيص لأهم ما كتبه المدونون عن النكبة، لعلها تكون مرجعا لكل من يريد خلاصة ما كتبه كل منهم.

أبدأ بما طرحة أخي وحبيبي ومساعدي في فكرتي، المهتدس يحيي عياش :
حيث قال في مقالة _ الذي يراه قليلا في حدته _ قد لا تكون موازين القوى المادية في صالحك.. لكنك لا تزال إنسانا.. إن فقدان القوة المادية لا يبرر لك من أي وجه، فقدان إنسانيتك معها..

وفي سؤال مباشر وجهته للمهندس يحيي عياش عن ما يرميه من وراء تلك الفقرة، قال :
يعني أي شخص يحاول تبرير القعود بضعف الامكانيات هو ليس إنسانا من الأصل، لأن الانسان الذي كرمه الله لا يقبل المذلة بدعوى الضعف....

أقول تعقيبا :
عندما يقتل الأطفال بالمئات يومياً .. وتقصف طائرات العدو بيوت أهلنا في غزة فتنقض البيوت على رؤوس أصحابها ، وعندما يحاصر أهلنا في غزة فيمنع عنهم الطعام والدواء والوقود ، وعندما يتآمر على شعبنا الفلسطيني كل قوى البغي العالمي ، وعندما يتواطئ حكامنا الأراذل بادي الرأي مع عدو الأمة المتربص بها ليفتكوا معاً بصمود إخواننا ..

وعندما تعجز الأمة كلها عن مد يد العون لهذا الشعب الذي يذبح عياناً جهاراً ، وعندما يخرج علينا متعالمون متسفسطين يدندون ويسألون هل قضية فلسطين هي القضية الأولى .

أقول بعد كل هذا لا شك أن من يتكيء على ضعف الإمكانيات هو فعلا ليس بإنسان أصلا .

إذا ما انتهينا من تدوينة الأخ الفاضل يحيي عياش، كان لابد من أن ننتقل لتدوينه أخرى لا تقل أهمية عن سابقتها، وهي للمهندس
محمد إلهامي (المؤرخ)، قال :

نحن جيل يرث ثأر آبائه ويزيد عليه ثأره .. ولو لم نأخذه بأيدينا ، فأولادنا يحملون من بعدنا ثأر آبائنا وثأرنا ثم يزيدون بثأرهم .. إنه القدر النافذ والوعد الحق .
ثم ، من نحن ؟ نحن فلسطين ، والشام ، ومصر ، والحجاز ، والعراق ، واليمن ، وإيران وباكستان وحتى إندونيسيا .. نحن نصف إفريقيا ، ونصف آسيا ، وبلاد القوقاز .. نحن كل العرب ، ووراءنا كل المسلمين ، وورائهم كل أحرار العالم .. وهم كثير .
أجيالنا تتجدد ، ومعيننا لا ينضب ، وخيرنا لا ينتهي ، وخصبنا لا يجدب .. نعيش ، وبرغم كل القهر ، قادرون على النصر .
وانظروا : فلسطين ، بل انظروا إلى غزة .
من في الوجود إذا عرض له فارق القدرات بين غزة وإسرائيل قد يتراءى له مجرد بقاء غزة .. ولكن غزة تبقى وإسرائيل تنسحب ، أهل غزة الجوعى المرضى الجرحى القتلى بعدما دخلوا مصر عادوا إلى سجنهم طوعا بل حبا ، ومستوطنوا إسرائيل يزعجهم صاروخ بدائي الصنع .. إنهم لا يتحملون الخوف ، فضلا عن الموت .

طبعا لكوني لا أريد أن أتحدث باسم م/ محمد إلهامي، فتوجهت للأخ يحيي لسؤاله، عما يرميه الدكتور محمد من فقرته تلك ؟
طبعا كعادته (تريأه .. ضحك ..) وقال : الكلام مفسر ...

فطبعا لم أجد بدا من التحليل لما قاله الدكتور :
يلمح مهندس محمد لهذا البغض والكره الأزلي لهؤلاء اليهود، الذي كان مقدرا علينا أن نحمل كرههم من أجدادنا وآبائنا، فهو ثأر ورثناه منهم لا فكاك منه.

ثم يعرج المهندس على أن أمة الإسلام ليست بالشيء الهين الذي يجعلنا نخنع أو نهاب هذه الحثالة، ولكن على الرغم من ذلك القهر الذي نقبع فيه وتقبع فيه دولنا، إلا أننا ننتصر ونسحق العدو.

ويعطي مهندس محمد دليلا على ذلك بما حدث في غزة الأبية، والتفاوت الشديد في موازين القوى، وكأني ألمح من كلامه سؤالا يقبع خلف سطوره، ألا وهو ( ومن متى ونحن ندخل معركة وموازين القوى متساوية ؟)

صحيح فعلا هاتوا لنا من التاريخ مرة كنا متساوي القوى مع العدو، لن تجد، ومع ذلك يأتي النصر.


تلميح بسيط :
أرجو ألا يغضب مني أخي م/ محمد لكوني حللت ما قاله من بنات أفكاري، والله أسأل أن أصيب في تحليلي، ولعله يضيف لنا.


ننتقل إذن لمدونة أخرى وهي بعنوان (أنا كده) ..
وحقيقة تلمح فيها تلك النظرة التشاؤمية الشديدة، تلمحها خلف السطور، وقد يتفق معي صاحبها أو يختلف، لكن يبدو أن حالة الإحباط التي يعيش فيها المسلمون، لاسيما في مصر ، لاشك تلقي بظلالها على كل ما يكتب ...

لكن صاحب المدونة عرّج على نقطة مهمة جدا، وهي فارق الاهتمامات، وأين تذهب أموالنا وأين تذهب أموالهم ..
فمن بين منفق على كرشه وبطنه ومن ينفق على تعليمة بون شاسع..، يقول صاحب المدونه :
مصيرها إلي الزوال وهي تنفق 6.5 % من دخلها القومي علي البحث العلمي بينما ننفق نحن 0.2 % من دخلنا القومي علي الإنتاج ....فعلا إلي الزوال !!!
مصر التي تنفق المليارات علي التسليح – ليس للحرب أيها الأذكياء – بل لصد هجوم الشعب – القله المندسه – عبر مليوني جندي أمن مركزي !!

ننتقل الآن لمدونة أخرى تحمل عنوان (خبيزة) تلمح التأثر الشديد من قبل صاحبها حين تُطالع عنوان مقالته التي حملت كل تصريفات الكلمة (نكبة)، من اسم الفاعل للمفعول، ولعل صاحبها يريد أن يقول، إن النكبة واقعة في حياتنا بأيدينا أو بأيدي غيرنا، ليس مهما من المتسبب، بقدر ما يعنينا وجودها بالفعل.

ثم إذا ما انتهينا من العنوان، لننتقل إلى عناصر المقالة نفسها، تجدها لا تخلو سطر منها من كلمة (نكبة)، وكأن النكبة صارت نكبات في حياتنا، فلم تعد نكبة فلسطين فقط، بل نكبة ضميرنا، وأخلاقنا، ونفوسنا، والأجسام .... نكبات هي واقعة بالفعل في مجتماعتنا.

وأنا معه في تسميتها نكبات، ولا تستطيع كمنصف أن تطلق عليها اسما آخر، فالنكبة هي الوصف الطبيعي لكل ما يحيط بنا.

ثم ينتقل صاحب المقال بمقالته إلى نقطة حاسمة ومهمة، معللا سبب النكبة، وواضعا حلا لتلك النكبة، بل حلا للقضية كلها .. فيقول صاحب التدوينة بهذا الشأن :

وكل يوم هو نكبه، ونكبة فلسطين لم تحدث بسبب تآمر آل صهيون فقط، لذلك فلنتوقف عن الهتاف والشعارات السخيفه الخاليه من الحقيقه، والإستنكار ولوم الإستعمار والدول و و... فتحرير فلسطين ولبنان والعراق لن ولم يحدث إلاّ بتحرير أنفسنا أولاً من تلك النكبات... وكل عام ونحن منكوبين ...

وكأن صاحب التدوينة يرى أن النفوس أصبحت مجبولة على تلك النكبة، حتى صارت أمرا طبيعيا في حياتها، لا فكاك منه.

طيب ننتقل الآن للعنصر النسائي، ونرى ما كتبوه في ذكرى النكبة، نبدأ بما قالته إحدى الأخوات في مدونتها(بنت القمر)، حيث بدأت بسؤال لم تفصح عن إجابته بعد !!!، ربما لكونها تجهز لانقلاب من نوع فريد...

حيث قالت:
من فضلك اجب السؤال الاتيهل توافق علي الانضمام مرحليا الي اي حزب او تنظيم يناضل او{يجاهد} في فلسطين من أجل تحريرها من الاحتلال الصهيونيمع العلم أن هذا الحزب او الجمعيه يخالفك فكرياو ايدلولوجيا لكنه يحقق نجاح ميداني لاتخطئه العين!مثلا حزب علي اساس ديني وانت علماني أو ليبرالي.. مثلااوشيوعي {اشتراكي}وأنت تفضل التوجه الرأسمالي الحرهل تقدم له الدعم المادي والمعنوي؟؟.... هل تتمني له التوفيق ولا تشارك؟علما ان لك مقدس في فلسطين أيا كنت مسلم أو مسيحي.. اشتراكي ليبرالي..سني شيعي..

ولكن يبقى أن سؤالها مشروع، ويحتاج لإجابة، ربما بحسي السياسي _ اللي هو مش موجود أصلا_ أرى أن الأخت تؤسس لانقلاب جديد وتأسيس حزب يجمع الناس لتحرير الأرض المحتلة ... شكلها (إسراء عبد الفتاح الجديدة).

المهم سنترك لها التفسير من وراء سؤالها.


في النهاية :
أرجو أن يعذرني باقي المدونون، فلم تقع عيني إلا على تلك التدوينات، وليس عندي مانع من أن يراسلني كل من كتب عن النكبة؛ لكي نحلل مقالاتهم تحليلا _ إن جاز أن تُطلقوا على ما أكتبه تحليلا _ سياسيا.

كما أود أن أشكر المهندس يحيي عياش الذي ساعدني في هذا التحليل سواء بالرأي أو بالبحث عن تدوينات كتبت عن أمر النكبة.

بقلم أبو حبيبة.

الأربعاء، 14 مايو 2008

يا حبيبة إنني أهواك ...


السلام عليكم

إيه رأيكم المره دي تقرأوا أجمل أبيات شعر كُتبت في حبيبة، يلا بينا :

يـا حبيبه ، إنني أهـواكِ حتى صرتِ فرحي الذي يُشفي جـراحي
إنَّكِ الوردُ الذي زكَّى حيـاتي إنَّكِ العطـرُ الذي زانَ الأقـاحي

عوِّضي قلبي سنينَ الحُـزنِ وابقيْ في سمائي نجمـةً .. كوني جنـاحي

*************
تكذبي إنْ قُلتِ مـا أحببتني أو قُلتِ مـا سطَّرتُ وجداً من كلامي
تظلمي إنْ نمتِ يوماً دونَ سُهـدٍ تظلمي إنْ غابَ حُـبِّي أو غرامي
علِّميني كيف أنسى سِحرَ عينيـ ـكِ الذي باتَ الرؤى لي في منامي

*************
يا حبيبه ، كُلَّما طـالت لياليـ ـنا يكونُ الوجـدُ فينا في ازديـادِ
إنني المذبـوحُ من شـوقي وإني من ينـامُ الليلَ من بعـدِ السُّهـادِ
أخبريني يا حضوري يا غيـابي كيف أنجـو من جنـوني للرشـادِ

*************
يـا حبيبه ، إنني أهـواكِ حتى صـار حبي والهـوى قوتي ومائي
هالةٌ بيضـاءُ بانت من على بُعـ ـدٍ كما لو أنَّ بدراً في السمـاءِ
يـا ليـالي عشقنا ابقي لنا .. قد صار هذا كلَّ حلمي والـرجـاءِ

الاثنين، 12 مايو 2008

لحظات قبل ولادة حبيبة...


السلام عليكم

لكل منا خواطر وأوقات يعيشها مع كل متجدد في حياته، ولكوني أصبحت أبا _ من سنة تقريبا_ قلت أكتب خواطري عن ذلك اليوم الجميل الذي جاءت فيه حبيبة للوجود ...

كنت في العمل عندما أتاني خبر الولادة.. اتصلت بأمي وأبي_ رحمه الله تعالى_ وأخبرتهم أن فاطمة ذهبت للمستسشفى للولادة.... ذهبت إلى المستشفى وجدت نفسي أمام الريسيبشن أسأل عن غرفة زوجتى....أخذت معلومات الغرفة و أنا مسرع....وصلت إلى باب الغرفة المغلق ووقفت أمامه رفعت يدي أدق على الباب و أمسكت بمقبض الباب أفتحه...فتحت الباب رأيت زوجتي في حالة إعياء وإجهاد، وكانت حماتي بجوارها وأختها، وابنتي حبيبة ...

لكن حقيقة ....لم أنظر لأي منهم.. لم أر إلا زوجتي حتى فلذة كبدي نسيتها في هذه اللحظة....كانت نظرتي إلى زوجتي نظرة امتنان و شكر وكانت نظراتها لي كلها رضى وعطف..... قبلتها على جبينها وقبلت رأسها و يديها واطمئننت على صحتها عندما وجدت عيني تبحث في كل جزء فيها محاولة أن تطمئن عليها....ثم نظرت إلي و مالت بنظرتها تلك إلى ذاك المخلوق الذي بجانبها.........و قالت بصوت مجهد (حبيبة جت) فاقتربت من تلك الأغطية و صرت أزيلها حتى ظهر من تحتها ملاك لونه وردي نااااااااائم-...

ما شاء الله لا قوة إلا بالله-تبارك الله أحسن الخالقين داعبت بإصبعي يدها فبدأت تتحرك وأغلقت يدها الضعيفة على إصبعي وكان هذا أول تعلق لي معها...تثائبت... نزحت عنها الغطاء و أمسكتها و رفعتها -بسم الله الرحمن الرحيم-بسم الله ما شاء الله- رفعت الأذان في أذنها اليمنى ..و رفعت الإقامة في أذنها اليسرى....وضممتها أأأأأأأأأأأههه_ بنتي.. بتاعتي أنا ...ظللت أفحصها و أتمحصها بنظري ..ما تركت فيها موضعا إلا و تفحصته..كنت أريد أن أحفظها و أحفظ تفصيلها...أناملها... أظافرها... أصابع قدميها..عينيها المغلقتان.. أنفها الصغير.. فمها...وجنتيها...ذقنها.. أذنيها...شعرها..

كل حاجة فيها صغيرة صغيرة قوي يا ترى حتكبر إمتى ..و تبقى زي البنات..بعدما منيت عيني منها وحاولت إعادتها إلى فراشها... أول ما يدي تركتها علا صوتها بالبكاء فرفعتها في لهفة و خوف إلى صدري فسكتت عن البكاء و كأنها تعلم من أنا ولعل من الفطرة إحساسها بي وبكل ما في كياني تجاهها من لمسة يدي عندما رفعتها...مخلوق شفاف رائع .....ومن يومها ونحن متعلقان ببعضنا البعض إلى أبعد الحدود.

بقلم أبو حبيبة

الأحد، 11 مايو 2008

أول رمضان بدون أبي ..

السلام عليكم
بحثت عن كلمة أبدأ بها مدونتي هذه، فلم أجد إلا ما كتبته بعد وفاة أبي رحمه الله، لكي أبدأ به هذه المدونة.

كل عام وأنتم بخير زملائي وزميلاتي الأفاضل، فها هيا أيام الخير تهل علينا بنسماتها وأريجها الفواح.
حقيقة خاطرة جاءت لي في هذه الأوقات أردت أن تشاركوني فيها، قد تكون خاطرتي تحمل جانيا شخصيا، ولكنها لاشك تحمل الكثير والكثير من المعاني المشتركة بيني وبين من يحمل نفس همي.

قد تتعجبوا من كلمة هَم!!! هو فعلا هم، لك أن تتخيل أنك تحيا رمضان لأول مرة بدون أبيك، ألا يعد ذلك همًا؟، لاشك أنه يحمل الكثير من الهموم والأشجان بالنسبة لي، ولا شك أنها نفس الهموم التي تعتمل في صدور غيري.

حقيقة من الصعوبة بمكان أن أشعر بفرحته ككل عام، فكل رمضان كنت أعتاد على أمور لا شك أن الكثير يفعلها، فكانت أول مكالمة بالتهنئة تكون لأبي رحمه الله، أرفع سماعة الهاتف، أبي كل عام وأنت بخير، رمضان غدا، ربنا يتقبل منك هذا الشهر الكريم، أين ستصلي التراويح هذا العام ؟!!!

هل ترون أني أنتظر إجابة من أبي ؟، ألم أقل لكم إن الأمر يمثل صعوبة، وجرح وألم، فما أصعب الابتهاج يا أبي وما أقسى الشهر ولست معي.. اقترب أذان المغرب يا أبي، ولم أجدك جالساً تستمع للقرآن.. أذن مغرب رمضان يا أبي وتثاقلت خطواتنا إلى المائدة.. لعلها تخشى أن تصل فلا تجدك.. أو أن تضطر للجلوس على مائدة تنقصك.. ٍجاء إفطار رمضان يا أبي وازددنا وجوماً.. جاء إفطار رمضان ككل عام.. ولكنه جاء بلا طعم ولا لون ولا رائحة..

لكن لا يمنع أن أقدم لك أبي كلمات وكلمات بحلول هذا الشهر ، كلُّ عامٍ وأنتَ بخير يا أبي.. كل عام وأنا لا أنساك لحظة.. وأعيش على ذكراك الجميلة.. كل عام وأنا أحبك أكثر.. وأفتقدك أكثر.. وأشتاق لك أكثر.. وأشبهك أكثر.. وأفخر بك أكثر.. وأدعو لك أكثر.. وأحسبك بإذن لله تتمتع بنعم الجنة..

سامحوني على تلك الخاطرة التي قد تكون تحمل الكثير من الشجون، ولكن فعلا لم أستطع أن أحبس الكلمات، فتظل قابعة حبيسة أدراج صمتي .

بقلم أبو حبيبة