الجمعة، 16 مايو 2008

بعض ما كتبه المدونون عن النكبة ..


السلام عليكم
ستون عاما مرت على النكبة ... فلسطين الأرض السليبة .. الأرض الحبيبة ..
فلا أشك أن أي إنسان يحمل هم هذه القضية ويهتم بها ويجعلها شغله الشاغل، ستجد قلمه يدفعه دفعا للحديث عنها وعن مشاعره تجاه تلك القضية ...

فلسطين قضية المسلمين الأولى لأنها جوهر المعركة بين المسلمين و الصهيو-صليبية العالمية، التي تتخذ من إقامة دولة لليهود في فلسطين منطلقا للقضاء على هوية الأمة الإسلامي.
حينما نتحدث عن فلسطين فنحن لا نتحدث عن قطعة أرض و إنما عن معركة عقيدة , لذلك فمواجهة المشروع الصهيو-صليبي هي دفاع عن كيان و عقيدة الأمة و لي0س دفاعا عن أرض .

طالت مقدمتي ولم أخبركم بفكرتي التي من أجلها كتبت مقالتي ...
قلت لأخي وحبيبي المهندس يحيي عياش، صاحب مدونة (ارحم دماغك!)، ما رأيكم لو أقوم بعمل تحليل سياسي لكل من كتب عن مرور ستين عاما على النكبة؟، فوجدته بكل حب يشجعني ويشد على يدي في تنفيذ الفكرة.

ولما كنت لا أجيد الحديث في الأمور السياسية_ فقلبي يعشق الكتابة الأدبية_ رأيت أن أقوم بعمل تلخيص لأهم ما كتبه المدونون عن النكبة، لعلها تكون مرجعا لكل من يريد خلاصة ما كتبه كل منهم.

أبدأ بما طرحة أخي وحبيبي ومساعدي في فكرتي، المهتدس يحيي عياش :
حيث قال في مقالة _ الذي يراه قليلا في حدته _ قد لا تكون موازين القوى المادية في صالحك.. لكنك لا تزال إنسانا.. إن فقدان القوة المادية لا يبرر لك من أي وجه، فقدان إنسانيتك معها..

وفي سؤال مباشر وجهته للمهندس يحيي عياش عن ما يرميه من وراء تلك الفقرة، قال :
يعني أي شخص يحاول تبرير القعود بضعف الامكانيات هو ليس إنسانا من الأصل، لأن الانسان الذي كرمه الله لا يقبل المذلة بدعوى الضعف....

أقول تعقيبا :
عندما يقتل الأطفال بالمئات يومياً .. وتقصف طائرات العدو بيوت أهلنا في غزة فتنقض البيوت على رؤوس أصحابها ، وعندما يحاصر أهلنا في غزة فيمنع عنهم الطعام والدواء والوقود ، وعندما يتآمر على شعبنا الفلسطيني كل قوى البغي العالمي ، وعندما يتواطئ حكامنا الأراذل بادي الرأي مع عدو الأمة المتربص بها ليفتكوا معاً بصمود إخواننا ..

وعندما تعجز الأمة كلها عن مد يد العون لهذا الشعب الذي يذبح عياناً جهاراً ، وعندما يخرج علينا متعالمون متسفسطين يدندون ويسألون هل قضية فلسطين هي القضية الأولى .

أقول بعد كل هذا لا شك أن من يتكيء على ضعف الإمكانيات هو فعلا ليس بإنسان أصلا .

إذا ما انتهينا من تدوينة الأخ الفاضل يحيي عياش، كان لابد من أن ننتقل لتدوينه أخرى لا تقل أهمية عن سابقتها، وهي للمهندس
محمد إلهامي (المؤرخ)، قال :

نحن جيل يرث ثأر آبائه ويزيد عليه ثأره .. ولو لم نأخذه بأيدينا ، فأولادنا يحملون من بعدنا ثأر آبائنا وثأرنا ثم يزيدون بثأرهم .. إنه القدر النافذ والوعد الحق .
ثم ، من نحن ؟ نحن فلسطين ، والشام ، ومصر ، والحجاز ، والعراق ، واليمن ، وإيران وباكستان وحتى إندونيسيا .. نحن نصف إفريقيا ، ونصف آسيا ، وبلاد القوقاز .. نحن كل العرب ، ووراءنا كل المسلمين ، وورائهم كل أحرار العالم .. وهم كثير .
أجيالنا تتجدد ، ومعيننا لا ينضب ، وخيرنا لا ينتهي ، وخصبنا لا يجدب .. نعيش ، وبرغم كل القهر ، قادرون على النصر .
وانظروا : فلسطين ، بل انظروا إلى غزة .
من في الوجود إذا عرض له فارق القدرات بين غزة وإسرائيل قد يتراءى له مجرد بقاء غزة .. ولكن غزة تبقى وإسرائيل تنسحب ، أهل غزة الجوعى المرضى الجرحى القتلى بعدما دخلوا مصر عادوا إلى سجنهم طوعا بل حبا ، ومستوطنوا إسرائيل يزعجهم صاروخ بدائي الصنع .. إنهم لا يتحملون الخوف ، فضلا عن الموت .

طبعا لكوني لا أريد أن أتحدث باسم م/ محمد إلهامي، فتوجهت للأخ يحيي لسؤاله، عما يرميه الدكتور محمد من فقرته تلك ؟
طبعا كعادته (تريأه .. ضحك ..) وقال : الكلام مفسر ...

فطبعا لم أجد بدا من التحليل لما قاله الدكتور :
يلمح مهندس محمد لهذا البغض والكره الأزلي لهؤلاء اليهود، الذي كان مقدرا علينا أن نحمل كرههم من أجدادنا وآبائنا، فهو ثأر ورثناه منهم لا فكاك منه.

ثم يعرج المهندس على أن أمة الإسلام ليست بالشيء الهين الذي يجعلنا نخنع أو نهاب هذه الحثالة، ولكن على الرغم من ذلك القهر الذي نقبع فيه وتقبع فيه دولنا، إلا أننا ننتصر ونسحق العدو.

ويعطي مهندس محمد دليلا على ذلك بما حدث في غزة الأبية، والتفاوت الشديد في موازين القوى، وكأني ألمح من كلامه سؤالا يقبع خلف سطوره، ألا وهو ( ومن متى ونحن ندخل معركة وموازين القوى متساوية ؟)

صحيح فعلا هاتوا لنا من التاريخ مرة كنا متساوي القوى مع العدو، لن تجد، ومع ذلك يأتي النصر.


تلميح بسيط :
أرجو ألا يغضب مني أخي م/ محمد لكوني حللت ما قاله من بنات أفكاري، والله أسأل أن أصيب في تحليلي، ولعله يضيف لنا.


ننتقل إذن لمدونة أخرى وهي بعنوان (أنا كده) ..
وحقيقة تلمح فيها تلك النظرة التشاؤمية الشديدة، تلمحها خلف السطور، وقد يتفق معي صاحبها أو يختلف، لكن يبدو أن حالة الإحباط التي يعيش فيها المسلمون، لاسيما في مصر ، لاشك تلقي بظلالها على كل ما يكتب ...

لكن صاحب المدونة عرّج على نقطة مهمة جدا، وهي فارق الاهتمامات، وأين تذهب أموالنا وأين تذهب أموالهم ..
فمن بين منفق على كرشه وبطنه ومن ينفق على تعليمة بون شاسع..، يقول صاحب المدونه :
مصيرها إلي الزوال وهي تنفق 6.5 % من دخلها القومي علي البحث العلمي بينما ننفق نحن 0.2 % من دخلنا القومي علي الإنتاج ....فعلا إلي الزوال !!!
مصر التي تنفق المليارات علي التسليح – ليس للحرب أيها الأذكياء – بل لصد هجوم الشعب – القله المندسه – عبر مليوني جندي أمن مركزي !!

ننتقل الآن لمدونة أخرى تحمل عنوان (خبيزة) تلمح التأثر الشديد من قبل صاحبها حين تُطالع عنوان مقالته التي حملت كل تصريفات الكلمة (نكبة)، من اسم الفاعل للمفعول، ولعل صاحبها يريد أن يقول، إن النكبة واقعة في حياتنا بأيدينا أو بأيدي غيرنا، ليس مهما من المتسبب، بقدر ما يعنينا وجودها بالفعل.

ثم إذا ما انتهينا من العنوان، لننتقل إلى عناصر المقالة نفسها، تجدها لا تخلو سطر منها من كلمة (نكبة)، وكأن النكبة صارت نكبات في حياتنا، فلم تعد نكبة فلسطين فقط، بل نكبة ضميرنا، وأخلاقنا، ونفوسنا، والأجسام .... نكبات هي واقعة بالفعل في مجتماعتنا.

وأنا معه في تسميتها نكبات، ولا تستطيع كمنصف أن تطلق عليها اسما آخر، فالنكبة هي الوصف الطبيعي لكل ما يحيط بنا.

ثم ينتقل صاحب المقال بمقالته إلى نقطة حاسمة ومهمة، معللا سبب النكبة، وواضعا حلا لتلك النكبة، بل حلا للقضية كلها .. فيقول صاحب التدوينة بهذا الشأن :

وكل يوم هو نكبه، ونكبة فلسطين لم تحدث بسبب تآمر آل صهيون فقط، لذلك فلنتوقف عن الهتاف والشعارات السخيفه الخاليه من الحقيقه، والإستنكار ولوم الإستعمار والدول و و... فتحرير فلسطين ولبنان والعراق لن ولم يحدث إلاّ بتحرير أنفسنا أولاً من تلك النكبات... وكل عام ونحن منكوبين ...

وكأن صاحب التدوينة يرى أن النفوس أصبحت مجبولة على تلك النكبة، حتى صارت أمرا طبيعيا في حياتها، لا فكاك منه.

طيب ننتقل الآن للعنصر النسائي، ونرى ما كتبوه في ذكرى النكبة، نبدأ بما قالته إحدى الأخوات في مدونتها(بنت القمر)، حيث بدأت بسؤال لم تفصح عن إجابته بعد !!!، ربما لكونها تجهز لانقلاب من نوع فريد...

حيث قالت:
من فضلك اجب السؤال الاتيهل توافق علي الانضمام مرحليا الي اي حزب او تنظيم يناضل او{يجاهد} في فلسطين من أجل تحريرها من الاحتلال الصهيونيمع العلم أن هذا الحزب او الجمعيه يخالفك فكرياو ايدلولوجيا لكنه يحقق نجاح ميداني لاتخطئه العين!مثلا حزب علي اساس ديني وانت علماني أو ليبرالي.. مثلااوشيوعي {اشتراكي}وأنت تفضل التوجه الرأسمالي الحرهل تقدم له الدعم المادي والمعنوي؟؟.... هل تتمني له التوفيق ولا تشارك؟علما ان لك مقدس في فلسطين أيا كنت مسلم أو مسيحي.. اشتراكي ليبرالي..سني شيعي..

ولكن يبقى أن سؤالها مشروع، ويحتاج لإجابة، ربما بحسي السياسي _ اللي هو مش موجود أصلا_ أرى أن الأخت تؤسس لانقلاب جديد وتأسيس حزب يجمع الناس لتحرير الأرض المحتلة ... شكلها (إسراء عبد الفتاح الجديدة).

المهم سنترك لها التفسير من وراء سؤالها.


في النهاية :
أرجو أن يعذرني باقي المدونون، فلم تقع عيني إلا على تلك التدوينات، وليس عندي مانع من أن يراسلني كل من كتب عن النكبة؛ لكي نحلل مقالاتهم تحليلا _ إن جاز أن تُطلقوا على ما أكتبه تحليلا _ سياسيا.

كما أود أن أشكر المهندس يحيي عياش الذي ساعدني في هذا التحليل سواء بالرأي أو بالبحث عن تدوينات كتبت عن أمر النكبة.

بقلم أبو حبيبة.

هناك 11 تعليقًا:

غير معرف يقول...

آسف لانقطاعي أمس، نمت منك معلش ههههههه

ملاحظات سريعة:
طبعا كما اخبرتك فتفسير كلام المهندس محمد هو تفسير للماء بالماء..

أما صاحبة مدونة (أنا كدة) فهي الأخت أروى الطويل :D
انت مسألتش! :D

شكرا لمقالك :)

بن توفيق يقول...

الجميل ان تكون القضية الفلسطينية كما قلت محور انشغال الانسان المسلم

والأمل ان تجد هذا المسلم يبحث عما يتعلق بهذة القضية ليظهره للعالم كله ويقول "هذة قضيتى"

احيك على الفكرة وعلى تنفيذها
والوم نفسى على عدم كتابتى عن القضية فى ذكرى النكبة والتىكانت أولى من كتابتى عن الاضراب ونجاحه

وبارك الله فيك وفي قلمك الاأدبى وتحليلك السياسى ايضا

سحس يقول...

انت خايف تقول انك بتعرف فى السياسة ولا ايه يا عم ده انت محلل سياسى رائع والله
والله المقال جميل جدا

فليعد للدين مجده يقول...

اخي أبو حبيبة
سعدت بالتعرف عليكم من خلال مدونتكم
وسعدت أكثر برقيكم وصدقكم
وفكرة تحليل محتوي المدونات في قضية معينة فكرة ممتازة ومفيدة ويمكنك أن تكون مدونتك متخصصة في مثل هذا التحليل وما أكثر الموجات التدوينية التي تمر بالمدونين فيسجل الكثير منهم انطباعاتهم لكن يبقي من يلم شتات التدوينات ويقوم بتحليل اتجاهاتها

تمنياتي لك بالتوفيق وربنا يبارك لك في حبيبة
ما شاء الله لا قوة الا بالله عليها

علم الهسس يقول...

ارجو منك ابو حبيبة
أن تطلق مبادرة لوضع تصور لحل القضية الفلسطيينة على كل المستويات المتشابكة المحلية والإقليمية والدولية

وتشوف الناس شايف الموضوع ازاى
دا من ناحية
ومن ناحية اخرى نبعد عن الإستغراق فى شرح الواقع ونتوه وسط تفاصيلة الكثيرة

اتذكر انى كنت فى حوار مع واحد ينتمى للإخوان وكانت قضية فلسطين متصدرة الحوار وقعد يكلم عن ضرورة الجهاد لطرد المحتل الإسرائيلى من الأراضى الفلسطينية
فقلت له سؤال
هل لو تمكنت الإخوان من مسك مقاليد الحكم فى مصر هل ستتبنى مبدأ الجهاد الذى تدعوا اليه

صمت فترة .... ثم قال لى لا
قلت ولما؟؟
قال لى الوضع سيصبح اكثر تعقيدا لتنفيذ هذا
قلت له ولما تشحذ الناس نحو هدف لن تنفذه
قال هى دى السياسة
المهم انتهى الحوار

فمن هنا ادعو أن تطرح موضوعا لإيجاد الحلول المناسبة للقضية الفسطينية
ونشوف الناس شايفة الموضوع ازاى

ولأنها قضية غير سهلة كما نتصورها وأن حلها يحتاج الى شحذ العقول والقيادات الواعية والفاهمة
ولا تحتاج الى شحذ العواطف ولا الى القرارات العشوائية

وشكرا

غير معرف يقول...

جزاك الله خيرا ، أن نقلت ما كتبت في مدونتي .. وتفسيرك صحيح بإذن الله ، ومالي تعقيب إلا أنني مهندس ولست دكتورا بحال !

rtrcbh يقول...

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
جزاكم الله خيرا اخانا الكريم على هذا المقال اممتع والتحليل المفصل لهذه الحادثه
وفقكم الله وجزيتم خيرا وبارك فى حبيبه
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته
اخوك
د/أحمد جمال

أحمد سعيد بسيوني يقول...

بسم الله
لقد كتبت ايضا عن النكبة في مدونتي
بانتظار تحليلكم الجميل
تحياتي

اسلام صديق يقول...

مقالك رائع جدا

جزاك الله خيرا علي هذا التحليل


يسعدني ان تزور مدونتي

_**( قلب الأسد )**_ يقول...

تعودنا دائما على قرائت الروائع فى هذة المدونة
جزاكم الله خيرا ابو حبيبة

Nairy يقول...

جزاكم الله خيرا على الافادةيا ابو حبيبة تحليل مبسط للغلابة اللي زيي

كتر خيرك